الفرق بين المراجعتين لصفحة: «٦٢١: إيزيدور الاشبيلي حول أصل مصطلح "السراسين"»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب'{{فصل لاتيني-عربي 01|||||5=== المؤلف وأعماله == لقد ولد إيزيدور اسقف اشبيليا (في المنصب ٦٠١ إلى ٦٣٦...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{فصل لاتيني-عربي 01|||||5=== المؤلف وأعماله ==
{{فصل لاتيني-عربي 01|دانيال ج. كونيغ||||5=== المؤلف وأعماله ==


لقد ولد إيزيدور اسقف اشبيليا (في المنصب ٦٠١ إلى ٦٣٦ م) في عام ٥٦٠ م تقريبا وعاصر قبيل بلوغه سن الثلاثين تحول الأعيان القوطيين الاسبانيين الرسمي إلى المسيحية الكاثوليكية تحت حكم الملك ريكارد (حكمه ٥٨٦ إلى ٦٠١ م). وقبيل وفاة الملك ورث من أخيه لياندر المقرب من الملك ريكارد والذي كان على تواصل مع البابا غريغور الأول (في المنصب ٥٩٠ إلى ٦٠٤ م) كرسي الأسقفية في إشبيلية. وربطته خلال فترة تسلمه هذا المنصب علاقة وثيقة مع الملك القوطي الغربي سيزيبوت (حكمه ٦١٢ إلى ٦٢١ م) الذي أجاب على المقال المهدى له من طرف إيزيدور "في الامور الطبيعية" (De natura rerum) (٦١٣ م) بكتابة مقال حول خسوف القمر. وعطفا على مساعي سيزيبوت لتغيير دين اليهود قسريا قام ايزيدور بكتابة "من الديانة الكاثوليكية ضد اليهود" (De fide catholica contra Iudaeos). وتشمل أعماله إضافة إلى "موسوعة إيزيدور الكبيرة" (Etymologiae) المقتبسة في هذا المقال كتابا تاريخيا في نظام متسلسل زمنياً وكتابا تاريخيا آخر يسرد هجرات الشعوب ذات الصلة بتاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية كما الـقوط والسويبيون والفندال.<ref name="ftn1">Isidore of Seville, ''Etymologies'', transl. Barney et al., p. 4-9.</ref>
لقد ولد إيزيدور اسقف اشبيليا (في المنصب ٦٠١ إلى ٦٣٦ م) في عام ٥٦٠ م تقريبا وعاصر قبيل بلوغه سن الثلاثين تحول الأعيان القوطيين الاسبانيين الرسمي إلى المسيحية الكاثوليكية تحت حكم الملك ريكارد (حكمه ٥٨٦ إلى ٦٠١ م). وقبيل وفاة الملك ورث من أخيه لياندر المقرب من الملك ريكارد والذي كان على تواصل مع البابا غريغور الأول (في المنصب ٥٩٠ إلى ٦٠٤ م) كرسي الأسقفية في إشبيلية. وربطته خلال فترة تسلمه هذا المنصب علاقة وثيقة مع الملك القوطي الغربي سيزيبوت (حكمه ٦١٢ إلى ٦٢١ م) الذي أجاب على المقال المهدى له من طرف إيزيدور "في الامور الطبيعية" (De natura rerum) (٦١٣ م) بكتابة مقال حول خسوف القمر. وعطفا على مساعي سيزيبوت لتغيير دين اليهود قسريا قام ايزيدور بكتابة "من الديانة الكاثوليكية ضد اليهود" (De fide catholica contra Iudaeos). وتشمل أعماله إضافة إلى "موسوعة إيزيدور الكبيرة" (Etymologiae) المقتبسة في هذا المقال كتابا تاريخيا في نظام متسلسل زمنياً وكتابا تاريخيا آخر يسرد هجرات الشعوب ذات الصلة بتاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية كما الـقوط والسويبيون والفندال.<ref name="ftn1">Isidore of Seville, ''Etymologies'', transl. Barney et al., p. 4-9.</ref>
سطر ٢٨: سطر ٢٨:
ويشرح جيروم أيضا أصل مصطلح "السراسين" إشارة إلى أن العرب اغتصبوا هذه الإسم بزعم أنهم الذرية الشرعية لإبراهيم من سارة.<ref name="ftn15">Hieronymus, ''Commentarii in Ezechielem'', ed. François Glorie (CCL 75), Turnhout: Brepols, 1964, lib. 8, cap. 25,1-7, p. 335: „Madianaeos, ismaelitas et agarenos, qui nunc saraceni appellantur, assumentes sibi falso nomen sarae quo scilicet de ingenua et domina uideantur esse generati.“</ref> هذه الفكرة موجودة أيضاً لدى المؤرخ الكنسي البيزنطي سوزومن (ت. ٤٥٠ م).<ref name="ftn16">Sozomenos, ''Kirchengeschichte / Historia ecclesiastica'', ed./trans. Günther Christian Hansen (Fontes Christiani 73/3), Turnhout: Brepols, 2004, Bd. 3, lib. VI, cap. 38,10-16, p. 826-830; Esders, Herakleios, p. 274</ref> ومن المحتمل أن ترجع هذه الفكرة أيضاً إلى أحد أعمال يوسابيوس المفقودة.<ref name="ftn17">Shahîd, Rome and the Arabs, p. 105, FN 63; Tolan, „A wild man“, p. 518.من خلال الإقتباس من شهيد يتبنى طولان إفتراضية أن جيروم إبتكر الفكرة أن العرب زعموا إنتماءهم إلى سارا عبر هذا المصطلح. لكن هذا لا يوضح لماذا تمت صياغته من طرف المؤرخ الكنسي البيزنطي سوزومن. حيث أنه تلقاه على الأرجح من يوسابيوس بدلا من جيروم.</ref> ومن ثم تم تلقي هذا التفسير لأصل كلمة "السراسين" المستنبط من التوراة في الغرب اللاتيني، ليس فقط من طرف إيزيدور<ref name="ftn18">بالنسبة لإستفادة إيزيدور من جيروم راجعIsidore of Seville, ''Etymologies'', trans. Barney et al., p. 9-16.</ref> بل أيضا من الراهب الأنجلوسكسوني بيدا المكرم (ت. ٧٣٥ م). وهذه المرة تم تدوين هذا التفسير بالارتباط بتوصيف وتقييم توسع الحكم العربي الاسلامي باتجاه الغرب: فبدا ان النبوءة بأن الإسماعيليين يُعَادون الْجَمِيعَ قد بدأت تتجلى.<ref name="ftn19">Beda Venerabilis, ''In principium Genesis usque ad natiuitatem Isaac'' ed. C.W. Jones (CCL 118A), lib. IV,16, p. 201; Bede, ''On Genesis'', transl. C.B. Kendall, Liverpool, 2008, p. 279, Beckett, ''Anglo-Saxon Perceptions'', p. 128-129; Tolan, „A wild man“, p. 513-530.</ref> وإستمر استيعاب هذا التفسير بهذه الصورة في العصور الوسطى اللاتينية.<ref name="ftn20">Tolan, ''Saracens'', p. 127-128; Daniel, ''Islam and the West'', p. 100.</ref>
ويشرح جيروم أيضا أصل مصطلح "السراسين" إشارة إلى أن العرب اغتصبوا هذه الإسم بزعم أنهم الذرية الشرعية لإبراهيم من سارة.<ref name="ftn15">Hieronymus, ''Commentarii in Ezechielem'', ed. François Glorie (CCL 75), Turnhout: Brepols, 1964, lib. 8, cap. 25,1-7, p. 335: „Madianaeos, ismaelitas et agarenos, qui nunc saraceni appellantur, assumentes sibi falso nomen sarae quo scilicet de ingenua et domina uideantur esse generati.“</ref> هذه الفكرة موجودة أيضاً لدى المؤرخ الكنسي البيزنطي سوزومن (ت. ٤٥٠ م).<ref name="ftn16">Sozomenos, ''Kirchengeschichte / Historia ecclesiastica'', ed./trans. Günther Christian Hansen (Fontes Christiani 73/3), Turnhout: Brepols, 2004, Bd. 3, lib. VI, cap. 38,10-16, p. 826-830; Esders, Herakleios, p. 274</ref> ومن المحتمل أن ترجع هذه الفكرة أيضاً إلى أحد أعمال يوسابيوس المفقودة.<ref name="ftn17">Shahîd, Rome and the Arabs, p. 105, FN 63; Tolan, „A wild man“, p. 518.من خلال الإقتباس من شهيد يتبنى طولان إفتراضية أن جيروم إبتكر الفكرة أن العرب زعموا إنتماءهم إلى سارا عبر هذا المصطلح. لكن هذا لا يوضح لماذا تمت صياغته من طرف المؤرخ الكنسي البيزنطي سوزومن. حيث أنه تلقاه على الأرجح من يوسابيوس بدلا من جيروم.</ref> ومن ثم تم تلقي هذا التفسير لأصل كلمة "السراسين" المستنبط من التوراة في الغرب اللاتيني، ليس فقط من طرف إيزيدور<ref name="ftn18">بالنسبة لإستفادة إيزيدور من جيروم راجعIsidore of Seville, ''Etymologies'', trans. Barney et al., p. 9-16.</ref> بل أيضا من الراهب الأنجلوسكسوني بيدا المكرم (ت. ٧٣٥ م). وهذه المرة تم تدوين هذا التفسير بالارتباط بتوصيف وتقييم توسع الحكم العربي الاسلامي باتجاه الغرب: فبدا ان النبوءة بأن الإسماعيليين يُعَادون الْجَمِيعَ قد بدأت تتجلى.<ref name="ftn19">Beda Venerabilis, ''In principium Genesis usque ad natiuitatem Isaac'' ed. C.W. Jones (CCL 118A), lib. IV,16, p. 201; Bede, ''On Genesis'', transl. C.B. Kendall, Liverpool, 2008, p. 279, Beckett, ''Anglo-Saxon Perceptions'', p. 128-129; Tolan, „A wild man“, p. 513-530.</ref> وإستمر استيعاب هذا التفسير بهذه الصورة في العصور الوسطى اللاتينية.<ref name="ftn20">Tolan, ''Saracens'', p. 127-128; Daniel, ''Islam and the West'', p. 100.</ref>


وفي مجال البحث العلمي فإنه من الطبيعي ان إستخدام مصطلح "السراسين" وإلتصاق هذه التسمية بالمجموعات العربية في العصور القديمة وأواخرها لا يعود إلى إنقاص شرعية هذه المجموعات ومحاولتها أن ترفع من شأنها بإستحواذ إسم سارا كنسب لها. إلا ان أصل هذه التسمية متنازع عليه حتى يومنا هذا. وتتوفر بصورة أساسية إيضاحات جغرافية وعرقية ولغوية. أما الإيضاحات الجغرافية فيعود المصطلح الإغريقي "سراسين" إلى إسم منطقة أو في شبه جزيرة سيناء أو في المحيط الشمالي لشبه الجزيرة العربية تم توثيقها جزئيا من طرف مؤلفين من العصور القديمة مثل عالم الجغرافيا بطليموس (Ptolemaeus). ومن حيث الإيضاحات العرقية فتعتمد على وجود قبيلة عربية بالمسمى "سراكينوي" التي إنتشرت تسميتها إلى مجموعات عربية أخرى بسبب تشكل ومن ثم تشتت إتحادات أو تحالُفات قبائل الجاهلية. إلا أن الإيضاحات اللغوية تربط تسمية "السراسين" بمصطلحات عربية أو آرامية. حيث تنحدر المصطلحات "السراسين" أو "السراكينوي" (Σαρακηνοί / Saraceni) إما من المصطلحات العربية (سارِق ج سارِقين أو شرقي ج شرقيون أو شركة بمعنى إتحاد) أو الآرامية ("سراق" أي الفراغ).<ref name="ftn21">قارن الإستعراضات المختصرة والبراهين المختلفة (دائما بمراجع إضافية)Shahîd, Bosworth, Saracens, p. 27; Shahîd, Rome and the Arabs, p. 123-141; Graf, Saracens, p. 14–15; Hoyland, Arabia, p. 235; Retsö, Arabs, p. 505-520.</ref>|6=|7=|8=}}
وفي مجال البحث العلمي فإنه من الطبيعي ان إستخدام مصطلح "السراسين" وإلتصاق هذه التسمية بالمجموعات العربية في العصور القديمة وأواخرها لا يعود إلى إنقاص شرعية هذه المجموعات ومحاولتها أن ترفع من شأنها بإستحواذ إسم سارا كنسب لها. إلا ان أصل هذه التسمية متنازع عليه حتى يومنا هذا. وتتوفر بصورة أساسية إيضاحات جغرافية وعرقية ولغوية. أما الإيضاحات الجغرافية فيعود المصطلح الإغريقي "سراسين" إلى إسم منطقة أو في شبه جزيرة سيناء أو في المحيط الشمالي لشبه الجزيرة العربية تم توثيقها جزئيا من طرف مؤلفين من العصور القديمة مثل عالم الجغرافيا بطليموس (Ptolemaeus). ومن حيث الإيضاحات العرقية فتعتمد على وجود قبيلة عربية بالمسمى "سراكينوي" التي إنتشرت تسميتها إلى مجموعات عربية أخرى بسبب تشكل ومن ثم تشتت إتحادات أو تحالُفات قبائل الجاهلية. إلا أن الإيضاحات اللغوية تربط تسمية "السراسين" بمصطلحات عربية أو آرامية. حيث تنحدر المصطلحات "السراسين" أو "السراكينوي" (Σαρακηνοί / Saraceni) إما من المصطلحات العربية (سارِق ج سارِقين أو شرقي ج شرقيون أو شركة بمعنى إتحاد) أو الآرامية ("سراق" أي الفراغ).<ref name="ftn21">قارن الإستعراضات المختصرة والبراهين المختلفة (دائما بمراجع إضافية)Shahîd, Bosworth, Saracens, p. 27; Shahîd, Rome and the Arabs, p. 123-141; Graf, Saracens, p. 14–15; Hoyland, Arabia, p. 235; Retsö, Arabs, p. 505-520.</ref>|6=|7=|8=الإسماعيليون (ذرية إسماعيل)، الأغرانيون أو الهاجريون، تاريخ المصطلحات، الجدلية، سراسين، سراكينوي، علم التأصيل|1a=إسماعيل مكحل}}
الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح