٦٥٣: البابا مارتن الأول ينكر في إحدى رسائله التعاون مع السراسينيين المتوسعين
المؤلف(ة): دانيال ج. كونيغ |
المصدر
Martinus I. papa, ep. 14 ad Theodorem, ed. Jacques-Paul Migne (Patrologia Latina 87), Paris: Migne, 1863, col. 199A (الترجمة: رضا حامد قطب سعد). | |
Ego aliquando ad Sarracenos nec litteras misi, nec quem dicunt tomum qualiter credere debeant, aut pecunias nunquam transmisi, exceptis duntaxat quibusdam illuc venientibus servis Dei causa eleemosynae, quibus et modicum quid praebuimus minime ad Sarracenos transmissum. | لم أرسل للسراسينيين أي رسائل ولا إرشاد مكتوب (tomus)، كما يقول البعض، فيما عليهم الإيمان به. كما أني لم أرسل لهم أي نقود على الإطلاق، باستثناء ما أرسلته من صدقات لبعض خدام الرب الراحلين إلى هناك. والقليل الذي منحناه لهؤلاء لم يصل بأي حال من الأحوال إلى السراسينيين. |
المؤلف وأعماله
[§١] كان مارتن الأول (في المنصب ٦٤٩-٦٥٣)، المولود في تودي/أومبريا، يعمل في البداية شماسا وممثلا للبابوية بالقسطنطينية للبابا تيودور الأول (في المنصب ٦٤٢-٦٤٩) الذي كان من مدينة القدس. اُنتخب مارتن الأول للبابوية عام ٦٤٩ وواصل سياسة سلفه الذي كان أثناء فترة منصبه يعارض المونوثيليتية التي كانت القسطنطينية تروج لها، وهو مذهب نشأ من رحم الصراع حول طبيعة المسيح، يَنْسِب لعيسى إرادة واحدة، بدلا من إرادتين إحداها إلهية والأخرى بشرية.[١] وقد تنازل مارتن عن تصديق القيصر قنسطنس الثاني (حكمه ٦٤١-٦٦٨) على انتخابه، الذي رفض بعد ذلك الاعتراف بالبابا. بالإضافة إلى ذلك فقد عقد مارتين في عام ٦٤٩ مجمعا كنسيا في لاتران برومة قام فيه ١٠٥ أسقفا من فلسطين ومناطق أخرى بإدانة المونوثيليتية كما أدانوا فيه مرسوما أصدره القيصر بتحريم تناول هذه الموضوعات الحساسة بالنقاش. وقد اعتبر القيصر هذا الأمر خيانة، وأرسل في شتاء عام ٦٤٩-٦٥٠ الأكسرخس أوليمبيوس إلى روما للقبض على مارتن. ويبدو أن أوليمبيوس قد واجه مقاومة في روما ومال إلى جانب مارتن قبل أن يُتوفى بقليل. بعد ذلك قبض الإكسرخس ثيودور كاليوباس على مارتن في عام وأرسله إلى القسطنطينية حيث عقدت له محاكمة في الفترة بين ديسمبر ٦٥٣ ومارس ٦٥٤. وبفضل تدخل بطريرك القسطنطينية بولس الثاني لم يعدم بل نُفي إلى خيرسون في شبه جزيرة القرم حيث توفي هناك عام ٦٥٥. وقد نُقلت عن مارتن عدة رسائل منها أربع رسائل إلى تيودوروس سبودايوس، وهو أحد القساوسة بكنيسة آيا صوفيا، كما كان مؤلفا فيما بعد لتقريرين عن شهداء من مذهب الديوثيليتية الذين ماتوا من أجل إيمانهم بأن عيسى له إرادتين منفصلتين، واحدة بشرية والأخرى إلهية. ومن رسائل مارتين كذلك رسالة إلى مكسيموس المعترف، وهو أحد شركائه في مناهضة المنوثيليتية. بالإضافة إلى ذلك هناك مجموعة من الرسائل المنقولة باليونانية بيد أن هناك شك في أن كتبها مارتن.[٢]
المحتويات والإطار التاريخي للمصدر
[٢§] في الرسالة الثانية إلى ثيودورو سبودايوس ينفي مارتن عن نفسه تهمة التعاون مع السراسينيين. ويحيل البحث العلمي هذه الرسالة بالإجماع إلى فترة ما بعد قبض ثيودور كاليوباس على مارتن. لكن هناك خلاف على تحديد الوقت بالضبط الذي كتبت فيه الرسالة ما بين عام ٦٥٣ وعام وفاة مارتن في ٦٥٥. يحيل إيكهارد روتر (Ekkehard Rotter) كتابة الرسالة إلى الفترة الزمنية قبل بداية المحاكمة بالقسطنطينية، أي في الأشهر التي سبقت ديسمبر ٦٥٣. وقد برهن على هذا التوقيت بأن مارتن لم يذكر في رسالته تهمة الخيانة العظمى ولا التعاون مع الإكسرخس أوليمبوس، بل عبر عن رأيه بخصوص تهمة التعاون مع السراسينيين. ويرى روتر في الرسالة لهذا السبب محاولة البابا توجيه الرأي العام في القسطنطينية لصالحه. وبذلك يعارض روتر الآراء البحثية السابقة التي ترى أن عدم التطرق إلى تهمة الخيانة العظمة بمثابة اعتراف بالجرم، وينطلقون طبقا لذلك من كتابة الرسالة في القسطنطينية نفسها أو في خيرسون.[٣] ولا يكاد يُستنتج من دفاع مارتن ما اتهم به بالفعل فيما يتعلق بالتعاون مع السراسينيين. فهو يدافع عن نفسه ضد اتهامه بالاتصال بالسراسينيين وبأنه كان له عليهم تأثير عقائدي عن طريق إرشاد لاهوتي مكتوب، وبأنه أرسل لهم مساعدات مالية بواسطة بعض القساوسة. وهو لا يستبعد في هذا السياق اتصال بعض القساوسة به وبالسراسينيين.[٤]
ربط السياق والتحليل والتفسير
[٣§] ليس من الواضح من هم المعنيون بالسراسينيين. هل هم مسيحيون عرب تحت الحكم البيزنطي تمكنوا من البقاء بعد التوسع العربي الإسلامي؟[٥] أم هل يقصد بهم المسلمين المتوسعين الذين سيطروا من عام ٦٣٦ على منطقة الشام وفلسطين وغزوا مصر منذ عام ٦٣٩ وتوغلوا شمال غرب إفريقيا في بداية الأربعينات من القرن السابع؟[٦] كما أنه ليس من الواضح كذلك ما هي المنطقة التي تواصل فيها مارتن مع السراسينيين. إن سيرة مارتن طبقا لما ورد في "كتاب الباباوات" (Liber pontificalis) تقول بأن الإكسرخس أوليمبيوس المتعاون مع مارتن قد زحف إلى صقلية ليحارب السراسينيين هناك، والذين كانوا على وشك السيطرة على الجزيرة.[٧] ويبدو أن هذا التقرير يفتقر إلى المصداقية لأنه لم حيث لم يتم توثيق أي هجوم مسلم على صقلية قبل عام ٦٥٥. وذكر ابن عبد الحكم (توفي ٢٥٧ ه/٨٧١ م)، وهو من المؤرخين المسلمين الأوائل لتوسع المسلمين في اتجاه الغرب، أنه في عام ٣٥ هــ/٦٥٥ م، أي عام وفاة مارتن، خاف سكان صقلية من هجوم مسلم قادم، لكنه لم يذكر أي تواجد الملسمين في الجزيرة قبل هذا التأريخ.[٨] ويرى روتر أنه من غير المنطقي أن يساعد مارتن أعداء حليفه أوليمبيوس، ولذلك يستنتج روتر أن الموضوع عبارة عن سوء فهم أو أنه تهمة ملفقة: "بناء على ذلك فمن المحتمل وجود لبس في الرأي العام قبل بداية المحاكمة في القسطنطينية – ولو كان سوى لبس مصطنع! – أي قد افترض دعم البابا للخصوم بالمال وهؤلاء طبقا للوضع القائم ساعتها على الحدود القريبة ليسوا سوى السراسينيون. وحتى بدء المحاكمة القضائية تكون الوقائع بالطبع قد تم التحقق منها وتم توضيح التناقضات الواضحة."[٩]
[٤§] بيد أن البحث العلمي يعطينا تفسيرات أخرى للرسالة التي تحيلنا إلى المنطقة الفلسطينية الشامية أو إلى شمال إفريقيا: فمن ناحية يشرح تهمة التعاون من الوضع الجماعي النفسي المتوتر للإمبراطورية الرومانية الشرقية أو البيزنطية. ويشير فولفرام برانديس (Wolfram Brandes) مثلا إلى الصدمة التي أعقبت التوسع الإسلامي وأثارت لدى البعض شعورا بنهاية التاريخ بينما استدعت لدى آخرين الاعتقاد بأن الله يعاقب الإمبراطورية من جملة أمور على الخطايا الكامنة في الضلال العقائدي. بموجب هذا التفسير تصبح القضايا ضد مارتن الأول وصاحبه في الكفاحة ضد المونوثيليتية مكسيموس هومولوجيتيس (مكسيموس المعترف) شكلا من أشكال "التغلب على الأزمة بوسيلة القانون"، أي إلى نوع من رد الفعل النفسي الزائد على عصر الاضطراب الهائل.[١٠] تتقدم نيكولا كلارك (Nicola Clarke) خطوة إلى الأمام فترى أن الاتهامات بالتعاون في فترة تلك التوسعات ومنها الاتهام الموجه لمارتن الأول بمثابة محاولة في ذلك العصر لعدم إرجاع سبب الهزائم في مواجهة المسلمين المتوسعين إلى قوة المسلمين الحقيقية بل إلى فشل مسئولين بعينهم، وذلك من أجل تقوية الوعي الذاتي بهذه الطريقة والحفاظ على الأمل بأن المسلمين ليسوا غير قابلين للهزيمة.[١١] أما روبرت هويلاند (Robert Hoyland) فإنه يفترض من ناحية احتمال كون الاتهام ملفقا بهدف إقصاء شخص معارض. بيد أن هويلاند يرى احتمالية محاولة مارتن الأول بالفعل التواصل مع المسلمين المتوسعين كما حاول ذلك آخرون من معاصريه للوصول إلى تسوية مع نخبة الحكم الجدد. ولذلك فإن الاتهامات التي وجهت إلى مارتن يجب أخذها على محمل الجد حسب وجهة نظره.[١٢] ويحيل هويلاند في هذا السياق إلى العديد من الرسائل المكتوبة باليونانية اعتبرها باحثون آخرون دون مبرر بأنه رسائل لم يكتبها مارتين.[١٣] وهذه الرسائل التي نشرها جاك بول مين (Jacques Paul Migne) في مجموعته لكتابات المؤلفين الكنسيين اللاتينية من القرون الوسطى (Patrologia latina) هي موجهة في معظمها إلى أناس كانوا يعيشون تحت حكم إسلامي. منها مثلا رسالة بأخبار القرارات الصادرة عن المجمع الكنسي في لاتران برومة عام ٦٤٩ موجهة إلى كنيسة قرطاج التي هاجمتها قوات المسلمون لأول مرة بين عامي ٦٤٧ و٦٤٨.[١٤] وفي رسالة أخرى إلى يوحنا، أسقف فلادلفيا (عمان)، لم يرسل مارتن ملفات المجمع الكنسي في لاتران فقط، بل عين يوحنا نائبا كنسيا له ومنحه حق تعيين الأساقفة والكهنة – ويبدو أنه إجراء مناقض تماما لانتخابات الأساقفة الذي يجريه "الهراطقة" في المنطقة.[١٥] وهناك رسالة أخرى إلى الأسقف ثيودوروس بمنطقة حسبان بالشام التي تتضمن الأمر لمقاومة الهراطقة وكذلك لطاعة أوامر يوحنا المذكور فيما سبق.[١٦] وقد طلب نفس الشيء من شخص يسمى جيورجيوس، رئيس دير القديس ثيودوسيوس.[١٧] وكذلك تم إعلام كنائس أنطاقية والقدس بقرارات المجمع الكنسي في لاتران وانتقد بترسيم الأساقفة ماسيدونيوس أسقف إنطاكية وبطرس أسقف الإسكندرية، وطالب أيضا إبداء الطاعة ليوحنا، نائب البابا بعمان.[١٨] تشير هذه الرسائل إشارة قوية إلى محاولة مارتن في إطار حملة مناهضته للمنوثيليتية في المنطقة الشامية الفلسطينية الخاضعة في ذلك الوقت لحكم المسلمين إنشاء بنية كنسية بديلة. فهذا يجعلنا نفهم لماذا اتهمه القسطنطينية بالتعاون مع المسلمين. الباحث والتر كيجيه (Walter Kaegi) لا يستبعد هذا التفسير أيضا. يشير كيجيه إلى نظرية فريد دونر (Fred Donner) بأن المسلمين الأوائل لم يظهروا بكونهم جماعة دينية مختلفة اختلافا واضحا بل أكثر من كونهم ممثلين لحركة توحيد إصلاحية.[١٩] ويعتبر كيجيه في هذا السياق محاولات اتصال السلطات الكنسية بنخبة المسلمين أمرا مفهوما حتى في حالة مارتن. وطبقا لرأيه يمكننا الاعتقاد بأن رسالة مارتن بمثابة: "محاولة بابوية للتواصل مع المسلمين في فترة كانت تعتبر فيها المبادئ الدينية الأولى والممارسات الإسلامية مرنة وبذلك قابلة لإعادة الصياغة".[٢٠]
[§٥] ومما هو جدير بالذكر فعلا أن الاتهامات المبينة هنا في الفقرة المقتبسة من الخطاب والموجهة إلى مارتن لم تذكر في وثائق المصادر الخاصة بقضية مارتن. وتتضمن سيرة مارتين التي ألفها أناستاسيوس بيليوتيكاريوس (Anastasius Bibliotecarius، توفي ٨٧٩) بعنوان: "حكايات من منفى البابا المقدس مارتن" (Narrationes de exilio sancti papae Martini) عرضا تحزبيا للمحاكمة القضائية التي تصور البابا طبعا بصفته ضحية معاملة غير عادلة، ولكنها جمعت قائمة من الاتهامات نوردها فيما يلي: يُشار إلى مارتن هنا بصفته متمردا وعدوا للرب أراد أن يدمر العالم الروماني كله. كما يتهمه دوروثيويس، بتريك صقلية، وشهود آخرون بالتآمر مع أوليمبيوس ضد القيصر. ولا يظهر في تلك الاتهامات سوى نذر يسير من الخلاف العقائدي بين روما والقسطنطينية، بيد أنه لم يذكر أي تعاون مع المسلمين المتوسعين.[٢١] وبهذا يظل بالنهاية سبب شعور مارتن بأنه مضطر للدفاع عن نفسه ضد تلك التهم غير واضح.
(الترجمة: رضا حامد قطب سعد)
اصدارات المصدر وترجماته
المصادر المقتبسة
المراجع المقتبسة والتفصيلية
أسلوب الإقتباس الموصى به
دانيال ج. كونيغ, "٦٥٣: البابا مارتن الأول ينكر في إحدى رسائله التعاون مع السراسينيين المتوسعين", ضمن تاريخ العلاقات عبر البحر المتوسط. مقتطفات المصادر الأصلية المزودة بتعليقات, أصدرها دانيال ج. كونيغ وتيريزا ياك, إيريك بوهمى ,عنوان موقع الويب: https://wiki.uni-konstanz.de/transmed-ar/index.php/٦٥٣:_البابا_مارتن_الأول_ينكر_في_إحدى_رسائله_التعاون_مع_السراسينيين_المتوسعين. التغييرات الأخيرة: 23.03.2022, تأريخ الوصول: ٢٢.١١.٢٠٢٤. |
الكلمات الدلالية
الأشخاص والجمعات: ابن عبد الحكم، أسقف، إكسارخس، أناستاسيوس بيبليوتيكاريوس، أوليمبيوس، بابا، بطرس أسقف الإسكندرية، بطريرك القسطنطينية، بطريق صقلية، بولس الثاني، ثيودوروس أسقف بمنطفة حسبان، ثيودوروس الأول، ثيودوروس سبودايوس، ثيودوروس كاليوباس، جيورجيوس، دوروثيوس بطريق صقلية، رئيس دير، شعب صقلية، شماس، عرب (مسيحيون)، عيسى، قنسطنس الثاني، كاهن، مارتن الأول، متمرد، مسلمون، المسلمون، مشاغب، مقدونيوس أو ماسيدونيوس أسقف إنطاكية، مكسيموس هومولوجيتيس (مكسيموس المعترف)، هراطقة، يوحنا أسقف فيلادلفيا (عمان).
الأماكن: إفريقية، أنطاكية، أومبريا، آيا صوفيا، حسبان، بيزنطة، تودي، جزيرة القرم، خيرسون، دير القديس ثيودوسيوس، سوريا، شمال غرب أفريقيا، صقلية، عمان، فيلادلفيا (عمان)، القدس، قرطاج، القسطنطينية، لاتران، مصر.
الأحداث، العمليات، الظواهر، الأشياء: الاتهام، الإدانة، الإرادة، الارتباك، الأصالة، الاعتراف بالذنب، الاعتقال، الانتخابات الأسقفية، التعاون، تقرير الشهداء، ، التمرد، التوتر، التوسع العربي الإسلامي، حملة ضد المونوثيليتية، الخطايا، الخلاف، الخيانة، الدبلوماسية، الدفاع، الرسالة، السينودس، عدو الله، العقيدة، اللاهوت، اللوم، المبالغة في رد الفعل، مجمع كنسي، المحاكمة، المسؤولون، المعارضة، المناقشة، المؤامرة، المونوثيليتية، الوسائل المالية، الوضع النفسي الجماعي.
- ↑ Plank, Monotheletismus, col. 765.
- ↑ Conte, Martin I., col. 341; Winkelmann (ed.), Prosopographie, pp. 184–185.
- ↑ Rotter, Abendland und Sarazenen, pp. 184–185.
- ↑ König, Zur Ausstrahlung, p. 43.
- ↑ Kawar, Djabala b. al-Ayham, p. 354.
- ↑ Noth, Der frühe Islam, pp. 59–60.
- ↑ Liber pontificalis, ed. Duchesne, vol. 1, cap. LXXVI (133),VII, p. 338: “Videns ergo Olympios exarchus quia manus Dei circumtegebat Martinum sanctissimum papam, necesse habuit se cum pontifice concordare et omnia quae ei iussa fuerant eidem sanctissimo viro indicare. Qui facta pace cum sancta Dei ecclesia, colligens exercitum, profectus est Siciliam adversus gentem Saracenorum qui ibidem inhabitabant. Et peccato faciente maior interitus in exercitu Romano provenit. Et post hoc isdem exarchus morbo interiit.”
- ↑ Ibn ʿAbd al-Ḥakam, Futūḥ Miṣr wa-aḫbāruhā, ed. Charles Torrey, Cairo: Madbūlī, 1999 (repr. of New Haven 1922), p. 191; König, Arabic-Islamic Views, p. 40, FN 94.
- ↑ Rotter, Abendland und Sarazenen, p. 186.
- ↑ Brandes, Krisenbewältigung, pp. 148–151, 153–154, 159–177.
- ↑ Clarke, The Muslim Conquest, p. 107.
- ↑ Hoyland, Seeing Islam, pp. 75–76.
- ↑ Conte, Martin I:, col. 341; Winkelmann (ed.), Prosopographie, p. 185.
- ↑ Martinus I., ep. 4 ad ecclesiam Carthaginensem, ed. Migne (PL 87), cols 145–154; Kaegi, Muslim Expansion, pp. 116–144.
- ↑ Martinus I., ep. 5 ad Ioannem episcopum Philadelphiae, ed. Migne (PL 87), cols. 153–164.
- ↑ Martinus I., ep. 6 ad Theodorum episcopum Esbuntiorum, ed. Migne (PL 87), cols. 164–165.
- ↑ Martinus I., ep. 8 ad Georgium archimandritam monasterii sancti Theodosii, ed. Migne (PL 87), cols 167–168.
- ↑ Martinus I., ep. 11 ad ecclesiam Jerosolymitanam et Antiochenam, ed. Migne (PL 87), cols 175–180.
- ↑ Donner, The Islamic Conquests, pp. 28–51; Donner, Muhammad and the Believers.
- ↑ Kaegi, Seventh-Century Identities, pp. 168–169.
- ↑ Anastasius Bibliotecarius, Narrationes de exilio sancti papae Martini, ed. Neil, Seventh-Century Popes, § 14–19, pp. 189–199.