الفرق بين المراجعتين لصفحة: «٨٢٧: كتاب وقائع ساليرنو حول فتح المسلمين لجزيرة صقلية»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٨: سطر ١٨:
وهناك إختلاف بين ظهور ايفيميوس لدى الكاتب المجهول في البداية كضحية توعدت بالانتقام بعد تعرضها للظلم ومن ثم جرى التحالف مع الملك في شمال إفريقيا، وفي الجانب الآخر بين ظهوره في المراجع البيزنطية والعربية الاسلامية بشخصية المجرم والخائن أو حتى المنشق. ويتم تقييم "الرجل الآخر" وعلى وجه الخصوص "الاغريقي الوضيع" ("غريكولس") في كتاب "وقائع ساليرنو" على أنهما أشراراً أشعلا فتيل الحرب وجعلا الشعب يرزخ تحت المعاناة بسبب الجشع لإستملاك إمرأة من ناحية والطمع بالمال من ناحية أخرى. ويؤكد إستخدام عبارة التصغير "غريكولس" (الاغريقي الوضيع) لممثل السلطة البيزنطية إضفاء نظرة سلبية بل احتقار قياداتها السياسية من طرف الكاتب الساليرني. أما "الملك البربري" فيظهر على أنه طرف ثالث إستفاد من النزاعات الداخلية في صقلية ورأى في التحالف مع ايفيميوس فرصة سانحة لتوسيع رقعة ملكه. وركز الكاتب المجهول في هذا الصدد على أن الصقليين ردوا على الغزاة بالمقاومة. وإشارته إلى تراجعهم في الآونة الاخيرة إلى القلاع والبروج يمكن إثباتها من ناحية علم الآثار وقد تم إدراجها في البحوث التي تناولت تاريخ صقليية من خلال المصطلح "incastellamento" يعني "الإختِلاء في الحصون".<ref name="ftn19">Maurici, ''Castelli''</ref> وبقيت الديانة المسيحية الإغريقية بصورة رئيسية في شرق جزيرة صقلية في هذه الحصون حتى فترة ما بعد الحكم الاسلامي هناك.
وهناك إختلاف بين ظهور ايفيميوس لدى الكاتب المجهول في البداية كضحية توعدت بالانتقام بعد تعرضها للظلم ومن ثم جرى التحالف مع الملك في شمال إفريقيا، وفي الجانب الآخر بين ظهوره في المراجع البيزنطية والعربية الاسلامية بشخصية المجرم والخائن أو حتى المنشق. ويتم تقييم "الرجل الآخر" وعلى وجه الخصوص "الاغريقي الوضيع" ("غريكولس") في كتاب "وقائع ساليرنو" على أنهما أشراراً أشعلا فتيل الحرب وجعلا الشعب يرزخ تحت المعاناة بسبب الجشع لإستملاك إمرأة من ناحية والطمع بالمال من ناحية أخرى. ويؤكد إستخدام عبارة التصغير "غريكولس" (الاغريقي الوضيع) لممثل السلطة البيزنطية إضفاء نظرة سلبية بل احتقار قياداتها السياسية من طرف الكاتب الساليرني. أما "الملك البربري" فيظهر على أنه طرف ثالث إستفاد من النزاعات الداخلية في صقلية ورأى في التحالف مع ايفيميوس فرصة سانحة لتوسيع رقعة ملكه. وركز الكاتب المجهول في هذا الصدد على أن الصقليين ردوا على الغزاة بالمقاومة. وإشارته إلى تراجعهم في الآونة الاخيرة إلى القلاع والبروج يمكن إثباتها من ناحية علم الآثار وقد تم إدراجها في البحوث التي تناولت تاريخ صقليية من خلال المصطلح "incastellamento" يعني "الإختِلاء في الحصون".<ref name="ftn19">Maurici, ''Castelli''</ref> وبقيت الديانة المسيحية الإغريقية بصورة رئيسية في شرق جزيرة صقلية في هذه الحصون حتى فترة ما بعد الحكم الاسلامي هناك.


وينتهى إحتلال صقلية في كتاب "وقائع ساليرنو" بإلقاء اللوم: حيث تسبب وغد أوحد يدعى "الاغريقي الوضيع" (غريكولس) في سيل من الدموع وشرذمة مجتمع ساد فيه من قبل الوئام والإلفة. وعزا الكاتب هذا التقييم المختصر للأحداث إلى دوق بينيفيتو سيكو (حكمه ٨١٧ إلى ٨٣٢ م) الذي تكهَّن بعد ذلك أن اللومبارديين سيتفرقون قريبا بحد السيف. ولم يقم الكاتب المجهول عما يبدو من خلال التكهُّن هذا بالتلميح إلى قوة المسلمين المتنامية والمواجهات العسكرية الناجمة عنها. بل أشار إلى الإنتفاضة الوشيكة بقيادة سيكولف (Siculf) ابن سيكو التي يتم وصفها باسهاب في الفصول التالية من الكتاب والتي أدت إلى تقسيم إمارة ساليرنو. وبهذا الأسلوب استنبط الكاتب من فتح المسلمين لصقلية درساً أخلاقيا وعكس ذلك على التطورات السياسية لبلاده. وأما قضية النزاع على المرأة التي تظهر كسبب للحرب في بداية القصة فهي دلالة أدبية أو صورة نمطية تتكرر في سرد قصص الفتح الأخرى.<ref name="ftn20">See also [[711-745: Ibn al-Qūṭiyya zur Kooperation seiner westgotischen Vorfahren mit den muslimischen Eroberern]] and [[711: Ibn ʿAbd al-Ḥakam zur Kollaboration Julians bei der muslimischen Invasion der Iberischen Halbinsel]]</ref>
وينتهى إحتلال صقلية في كتاب "وقائع ساليرنو" بإلقاء اللوم: حيث تسبب وغد أوحد يدعى "الاغريقي الوضيع" (غريكولس) في سيل من الدموع وشرذمة مجتمع ساد فيه من قبل الوئام والإلفة. وعزا الكاتب هذا التقييم المختصر للأحداث إلى دوق بينيفيتو سيكو (حكمه ٨١٧ إلى ٨٣٢ م) الذي تكهَّن بعد ذلك أن اللومبارديين سيتفرقون قريبا بحد السيف. ولم يقم الكاتب المجهول عما يبدو من خلال التكهُّن هذا بالتلميح إلى قوة المسلمين المتنامية والمواجهات العسكرية الناجمة عنها. بل أشار إلى الإنتفاضة الوشيكة بقيادة سيكولف (Siculf) ابن سيكو التي يتم وصفها باسهاب في الفصول التالية من الكتاب والتي أدت إلى تقسيم إمارة ساليرنو. وبهذا الأسلوب استنبط الكاتب من فتح المسلمين لصقلية درساً أخلاقيا وعكس ذلك على التطورات السياسية لبلاده. وأما قضية النزاع على المرأة التي تظهر كسبب للحرب في بداية القصة فهي دلالة أدبية أو صورة نمطية تتكرر في سرد قصص الفتح الأخرى.<ref name="ftn20">أنظر [https://wiki.uni-konstanz.de/transmed-de/index.php/711-745:_Ibn_al-Q%C5%AB%E1%B9%ADiyya_zur_Kooperation_seiner_westgotischen_Vorfahren_mit_den_muslimischen_Eroberern|711-745: Ibn al-Qūṭiyya zur Kooperation seiner westgotischen Vorfahren mit den muslimischen Eroberern] and [https://wiki.uni-konstanz.de/transmed-de/index.php/711:_Ibn_%CA%BFAbd_al-%E1%B8%A4akam_zur_Kollaboration_Julians_bei_der_muslimischen_Invasion_der_Iberischen_Halbinsel|711: Ibn ʿAbd al-Ḥakam zur Kollaboration Julians bei der muslimischen Invasion der Iberischen Halbinsel]</ref>


'''(الترجمة: إسماعيل مكحل)'''
'''(الترجمة: إسماعيل مكحل)'''
الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح